عتمد
عملية التلقيح على وسيلة بيولوجية، تسمح بإدخال مادة غريبة إلى جسم الإنسان، عن
طريق الحقن (بالعضل أو تحت الجلد عموماً) أو بواسطة تناول جرعة بالفم؛ وهذه المادة
تشكل في حد ذاتها اللقاح وتسمى بيولوجياً بالجسم الغريب (مستضد
Antigen).
أما
الهدف المتوخى من العملية، هو الحصول على ردة فعل الجهاز المناعي للإنسان الذي
يقوم بالدفاع ضد الجسم الغريب، ما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة له تدعى
(Antibody).
تتكون
المادة الفاعلة للجسم الغريب، أي اللقاح، من جرثومة (بكتيريا أو فيروس) حضرت
بطريقة بيولوجية خاصة دون أن تؤدي إلى المرض الذي تحدثه عادة، لكن تكسب الإنسان
مناعة نوعية ضد الإصابة بهذه الجرثومة.
بموازاة
هذه العملية البيولوجية، بالغة الدقة، يحصل تموضع لنوع من الذاكرة تحفظ صفات الجسم
الغريب، بواسطة خلايا متخصصة لهذه الغاية (الخلايا الليمفاوية Lymphocytes) وهي نوع
من الكريات البيضاء الموجودة عادة في دم الإنسان، ودورها الأساس نقل المعلومات عند
حدوث عدوى حقيقية بالمرض، والذي تربطه علاقة تكوينية من خلال الجسم الغريب الذي
استعمل في تحضير اللقاح، مما يسمح لهذه المناعة التي اكتسبت، بواسطة التلقيح،
التصرف بشكل سريع وفعال للقضاء على المرض المداهم ونتيجته حماية المريض من الإصابة.
أنواع
اللقاحات
هنالك
أربعة أنواع من اللقاحات، تختلف الواحدة عن الأخرى بحسب طريقة تحضيرها، وتكون
نتيجتها متشابهة عموماً وهي رفد الجسم بوسائل دفاع نوعية؛ لتكون جاهزة عند الطلب
عند مهاجمة جرثومة محددة لجسم الإنسان.
1. لقاحات
ناتجة من مادة معدية ولكنها غير فعالة لإحداث المرض؛ وتقوم على عملية تكاثر
الجرثومة في المختبر؛ يصار بعدها القيام بعملية إبادتها (كيمياوياً أو بالحرارة عن
طريق التكهرب)؛ بهذه الطريقة حضرت لقاحات ضد: الأنفلونزا، الطاعون واليرقان من فئة
أ.
2. لقاحات
ناتجة من جسم جرثومي حي ومخفف، في هذه الحالة تحضر الجرثومة بعد تكاثرها مخبرياً
وتحصل عملية تخفيف حدتها مرضياً، وهكذا تخسر القدرة على إحداث المرض بالكامل؛
والخلايا (التابعة للجرثومة) التي حصلت بعد عملية التكاثر، تحتفظ بعوامل إرثية
تابعة للجرثومة والتي هي بمثابة جسم غريب، والهدف المراد هو الحصول على قدرة أجوبة
مناعية. هذا النوع من اللقاح هو، عموماً، أكثر فعالية وأكثر استدامة لفترة التحصين
(مدة مناعة أطول) من النوع الأول. أهم اللقاحات التي حضرت بهذه الطريقة هي ضد
الأمراض التالية: الحصبة، الحصبة الألمانية، أبو كعب (النكاف)، جدري الماء
(الحماق)، السل (التدرن الرئوي) ولقاح شلل الأطفال (عن طريق الفم) ولقاح حمى
الأمعاء (فيروس الروتا) والذي يعطى عن طريق الفم كذلك (وهما اللقاحان الوحيدان
اللذان يعطيان بالفم).
3. لقاحات
محضرة عن طريق جزئيات من عوامل مرَضية معدية، في هذه الحال يحتوي اللقاح العنصر
الرئيس من الجرثومة، وعندما يدخل الجسم، بعد التلقيح، يؤدي إلى ردة فعل مناعية؛
هذا ما يحصل بالنسبة إلى لقاحات: اليرقان فئة ب، الشاهوق (السعال الديكي) ولقاح ضد
فيروس الورم الحليمي البشري HPV ذو المخاطر
العالية على إحداث سرطان عنق الرحم.
4. لقاحات
مكونة من مادة سامة (Toxine)،
حيث فقدت هذه المادة فعاليتها السمية التي تفرزها الجرثومة (بكتيريا) وذلك بواسطة
مادة كيماوية أو بتعريضها لدرجة حرارة محددة، لتصبح هذه المادة
(Toxoid)؛ وخير مثال على هذه اللقاحات، لقاحا الكزاز
(tetanus) والخانوق (diphtheria)؛ وهما مرضان ناتجان عن الإصابة بمادة سامة ونوعية لكل منهما،
ولهما شغف خاص بالجهاز العصبي؛ من هنا نستنتج فداحة الإصابات فيما مضى والتداعيات
الخطيرة أو الإعاقة التي كانت تسببها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق