تخيل يوماً يمر بك ليس
فيه قهوة أو شاي أو سكر أو شيكولاتة أو سجائر. إذا أشعرتك مجرد هذه الفكرة بالخوف،
فمن المحتمل جداً أن يكون لديك بعض القدر من إدمان المنبهات. وهذا يتراوح من إدمان
بسيط تستطيع أن تعيش معه بنجاح تام إلى إدمان شديد يسير حياتك ويهددها. رغم هذا
وبغض النظر عن مستوى الإدمان، فإن الحصيلة النهائية انخفاض مستوى الطاقة لا
ارتفاعها.
وفي صميم هذا الموضوع
يجدر بنا أن نذكر إحدى عميلاتنا. لقد كانت تأكل وجبات صحية تماماً، وتطبق برنامجاً
يومياً مناسباً من مكملات الفيتامينات والمعادن. وكان لديها مشكلتان فقط (نقص
الطاقة في الصباح، وصداع عارض) وعيب وحيد ألا وهو ثلاثة فناجين من القهوة كل يوم.
ومع بعض الإقناع، وافقت على أن تمتنع عن القهوة لمدة شهر، ولشد ما كانت دهشتها،
فقد ارتفع مستوى طاقتها وولت نوبات الصداع. ولكي تُقَيّم علاقتك الحالية مع
المنبهات، فمن المفيد جداً أن تكون صادقاً أميناً في مراقبتك لما تتعاطاه حقيقة.
اجعل لنفسك مفكرة يومية لثلاثة أيام فقط. سجل فيها مقدار ووقت ما تأخذه من القهوة
أو الشاي أو الشيكولاتة أو السكر (أو أي شيء حلو) أو السجائر.
وفكر كذلك في علاقتك
بهذه الأشياء. على سبيل المثال، هل تعمد لشراء الحلويات وتخفي أغلفتها حتى لا يعرف
الناس؟ هل تطلب دوماً وأنت في المطعم فاكهة أو حلوى تختم بها طعامك، أو هل تأخذ
قطعة أو قطعتين من الحلوى المنكهة بالنعناع وأنت في طريقك؟ كيف تتطلع إلى ذلك
الفنجان من القهوة في الصباح أو أثناء راحة غدائك؟ كم يمثل ذاك الشراب من أهمية
بعد انتهاء عملك؟ كم تكون كتوماً بشأن الكمية التي تدخنها؟ هل أصبحت ذواقاً للقهوة
متجاوزاً قضية الإدمان بالتركيز على هوايتك في تجريب أنواع أخرى من القهوة؟ هذا
النوع من العلاقة بالمنبهات -غالباً ما يُحتج لها بكونها من مسرات الحياة ليس إلا-
دال على اختلال كيميائي يستنفد طاقتك ويسلب راحة بالك.
لست في حاجة للمنبهات
المنبهات هي ألد أعداء
الطاقة. وبرغم أنها قد تمنح الطاقة في المدى القريب إلا أن تأثيراتها دائماً ما
تكون سيئة على المدى البعيد. لذلك، فإن أول خطوة لمقاومة التوتر والإجهاد هي
التحرر من هذه المنبهات، وهذه تشمل: القهوة والشاي والشيكولاتة والسكر والأغذية
المكررة والسجائر ومشروبات الكولا.
امتنع عن تعاطي هذه
المنبهات لمدة شهر ولاحظ ما يحدث. كلما زاد الضرر الذي تحدثه هذه المنبهات، زادت
أعراض السحب (ولحسن الحظ، قد يؤدي تناول الكربوهيدرات بطيئة الإطلاق، والمكملات
الغذائية المانحة للطاقة إلى تقليل أعراض السحب التي لا تستغرق في العادة أكثر من
أربعة أيام).
ثم ابدأ مرة أخرى
ولاحظ ما يحدث عندما تتناول فنجانك الأول من الشاي أو القهوة أو كمية كبيرة من
السكر أو الشيكولاتة. سوف تلاحظ ما أسماه “هانز سيليي” (الذي وصف متلازمة التكيف
العام) “الاستجابة الأولية”؛ وبمعنى آخر استجابة فعلية لهذه الكيماويات الفعالة،
مثل: رأس يشكو الصداع، ذهن ناشط بإفراط، نبض سريع، أرق يتبعه كسل وخمول شديد.
استمر في تعاطي المنبهات وسوف تتكيف؛ وهذه هي المرحلة الثانية. واظب على ذلك فترة
طويلة لتصل في النهاية لمرحلة التعب وهي المرحلة الثالثة. يحدث ذلك لكل إنسان
والاختلاف الوحيد في الفترة التي يقضيها الإنسان ليصل إلى مرحلة التعب.
والشفاء من تلك الحالة
لا يكون محتملاً فقط، وإنما سريعاً أيضاً في العادة. فمعظم الناس يشعرون حقيقة
بنشاط أكبر وقدرة على التعامل مع التوتر في خلال شهر من الامتناع عن المنبهات مع
المساندة الغذائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق